بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 يوليو 2021

عن الخيول الدرناوية ومشاركتها في سلالة خيول "الليموزين" الملكية الفرنسية

 عن رسائل الجراح الفرنسي كلود تورتيشيو الملقب بـ جرانجيه

" ... ان الهدف الرئيسي و المعلن لرحلة جرانجيه الى ليبيا وغيرها من الاقطار الاخرى كان تجميع عينات لحديقة الملك و للاكاديمية الملكية للعلوم وللاكاديمية الملكية للنقوش و الفنون الجميلة ،...،
وكان هدف جرانجيه و مرافقيه من زيارة المواقع الاثرية الليبية استكمال المعلومات التي وردت عن تلك المواقع من قبل القنصل الفرنسي في طرابلس كلود لومير (Le Maire) الذي يعد اول من زار بعض تلك المواقع و كتب تقريراً مختصراً عنها ، و يبدو ان جرانجيه قد اعتمد على ما كتبه لومير وعده دليلاً لزيارة المواقع الاثرية في ليبيا ، ... ، كما استهدفت بعثة جرانجيه جلب خيول اصيلة من ليبيا لتحسين سلالة الخيول الفرنسية ، و لاسيما بعد ان ضاعت سلالة خيول الليموزين الفرنسية التي سبق ان طعمت بالخيول الليبية التي اشتراها لومير من "درنه" في بداية القرن الثامن عشر (1705-1706) ، وقد كلف كونت موريباس بعثة بينيون وجرانجيه بشراء خيول ليبية للاصطبلات الملكية ، ... ، و في الثاني من شهر اغسطس كانا في طرابلس التي لم يمكثا بها طويلاً حيث قابلا احمد باشا القرمانلّي (1711-1745) وطلبا منه الاذن في القيام برحلة في ليبيا لشراء بعض الخيول و زيارة المدينة المتحجرة مع توصياته لضمان سلامتهم في الاماكن التي سيزورونها لان رحلتهما كانت بتكليف من ملك فرنسا لويس الخامس عشر (1715-1774) ، مستفدين من بنود معاهدة عام 1729 ، و قد غادرا طرابلس متجهين بحراً الى بنغازي التي وصلاها في الساعة الثالثة ظهراً في يوم 17 اغسطس ، وهناك قابلا حاكم المدينة اي البي لمناقشته في المهمة الموكل لهما و تقديم رسائل التوصية من باشا طرابلس ، وقد نصحهما بالتوجه الى درنه للحصول على الخيول التي يطلبونها ، وبسبب سوء الاحوال الجوية لم تستطع السفينة التي حملتهما من الرسو في مرفأ درنه ـ بعد ستة ايام من الابحار من بنغازي ـ و لكنها رست في رأس التين في 2/9/1733 ، وتوجه جرانجيه من هناك بمفرده ـ بعد ان تزي باللباس الليبي ـ الى درنه التي وصلها في العاشرة صباحاً في اليوم الرابع من شهر سبتمبر ومكث بها عدة ايام واصفاً بعض الاحداث التي شاهدها التي اهمها الحرب التي كانت بين حاكم درنه محمد بن احمد القرمانلّي و احدى القبائل القاطنة قربها ، كما وصف المدينة و ذلك في الرسالة الطويلة التي ارسلها من درنه بتاريخ 8/10/1733 ، وقد انطلق جرانجيه من درنه برفقة احد اللصوص ليرشده الى مدينتي ابوللونيا (سوسة حالياً) و قوريني او كيريني (شحات حالياً ) ،و ذلك في فجر اليوم العاشر من سبتمبر منطلقاً لزيارة آثارهما سالكاً الطريق المحادي للبحر حيث اشار الى ميناء جيد ربما يكون لاثرون ثم اجتاز رأس بون اندري (Bon André) ربما رأس الهلال وفي اليوم التالي وصل الى سوسة و لم يمكث بها طويلاً حيث انطلق منها عصراً ليصل في اليوم التالي الى قوريني التي تجول بها ثم عاد سريعاً الى درنه في الثالث عشر من الشهر ذاته بعد ان سجل بعض الملاحظات عن آثار المدينتين واصفاً بعض معالمهما و ذلك في الرسالة التي ارسلها من درنه في 20/10/1733، و بعد ان رجع صديقه بينيون من الاسكندرية الى درنه رأى الاخير صعوبة بقائهما فيها بسبب كثرة انشقاق سكانها على حاكمها ابن احمد باشا القرمانلّي ، ومن ثم فقد توجها في السابع من نوفمبر الى بنغازي بحراً على متن سفينة متوجهة الى ميناء كاندي بكريت بعد ان تمر ببنغازي التي وصلتها في الساعة العاشرة من اليوم العاشر من الشهر ذاته وقد قررا ان يتوجها منها الى زيارة المدينة المتحجرة او المسخوطة (قرزة) ولكن في غياب حاكم بنغازي الذي كان في طرابلس لم يجعلهما يصرحا بذلك القرار موضوع رحلتهم الى تلك المدينة ، ويبدو انهما مكثا في معية نائب القنصل الفرنسي في بنغازي بوتيون (Pouttion) قبل ان يغادرا بنغازي متوجهان الى طرابلس التي وصلاها في غرة شهر ديسمبر لمقابلة الباشا حيث قرر بينيون ان يشكوه المعاملة السيئة التي عاملهما بها ابنه حاكم درنه محمد بي ، وللحصول على الاذن والدعم لزيارة المدينة المتحجرة (قرزة) ، ومن هناك ارسل بينيون مجموعة من الخيول التي اشتروها الى ملك فرنسا اضافة الى خيول و اشياء اخرى هدية من الباشا ، كما ارسل جرانجيه على متن السفينة ذاتها صندوق صغير به عينات من بصل من نوعية مميزة لحديقة ملك فرنسا ، كما ارسل صندوقين آخرين بهما مجموعة من بذور بعض النباتات التي جمعها من درنه وشحات وبنغازي ، من بينها جذور نبات من فصيلة نبات الفوة (Garance) يستخدمه سكان درنه في صبغ الصوف بلون احمر رائع على حد قوله ، كما انه شرح الطريقة التي يستخدمها الدراونة في صبغ الصوف بذلك النبات ، وقد سجل ملاحظاته السابقة منذ مغادرتهما درنه متجهين الى طرابلس في الرسالة القصيرة التي ارسلها من طرابلس بتاريخ 15/12/1733 ... "

الثلاثاء، 5 يناير 2021

في ذكرى عالم النبات ريناتو بامبانيني مكتشف فرادة نوع نبات الشماري في برقة

  يرجع الفضل في اكتشاف تفرد نوع نبات " القطلب البافاري او الطاووسي" المسمى شماري المستوطن في المناطق الساحلية من برقة في ليبيا ، الى عالم النبات والفطريات ، الايطالي ريناتو بامبانيني ( Renato Pampanini)، المتوفي سنة 1949. 

وُلِد بامبانيني في عام  ، 1875، واصيب في شبابه بعدوى مرض  التيفوس ، الذي اثر على دراسته العادية، ولهذا  تم إرساله لإنهاء دراسته الثانوية في مدرسة داخلية في سويسرا. حيث تحصل على درجة الدكتوراة باطروحة في الجغرافيا النباتية . و في عام 1903 ،  التحق بمعهد فلورنسا النباتي كمساعد ، و مكث في فلورنسا لمدة ثلاثين عامًا. في عام 1933 انتقل إلى  كالياري كاستاذ اكاديمي، حيث مكث  حتى التقاعد.   تميز هذا العالم بانتاجه العلمي الضخم (حوالي 300 دراسة ) . وقد نشر مجموع اعماله في كتاب صدر بعد وفاته سنة 1958 تحت  عنوان "لا فلورا ديل كادوري

كان بامبانيني قد اكتشف نبات الشماري، اثناء رحلة استكشاف نباتات بعض مناطق البحر المتوسط، زار فيها منطقة برقة في ليبيا سنة 1933، حيث جمع كمية كبيرة من العينات النباتية. وكانت بعضها لنبات الشماري، وقد تبين من دراسة عيناته في ايطاليا، انه نوع من القطلب، ولكنه يختلف عن الانواع المعروفة الاخرى. وقد اطلق  عليه بامبانيني اسم "القطلب البافاري" سنة 1936 تخليدا لعالم النبات الايطالي "الدو بافاري". واصبح هذا الاسم الجديد، هو الاسم العلمي لنبات الشماري

د. أحمد عبد السلام بن طاهر
أستشاري بقسم الأمراض الباطنة والروماتيزم في مستشفى أويرباخ في المانيا، ورئيس منتدب لقسم أمراض الروماتيزم بمستشفى "قريف" في بولندا، سابقا.
شارك في تأليف مرجع الروماتيزم الألماني الصادر سنة 2001 و 2008
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD في طب الروماتيزم
استشاري أول طب الروماتيزم . سنة الحصول على درجة التخصص 1990
متحصل على شهادة البكارليوس في الطب والجراحة عام 1984م.
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 (ليبيا)
الايميل: alregwa@gmail.com  

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020

تصحيح: هذا التطعيم لم ينتج بعد !


كتب  "  د. ناصر احمد سنة " في مقاله المنشور في مجلة العربي الكويتية ، في عدد أغسطس ( 585 ) لسنة 2007 تحت عنوان " أكبادنا تكابد من اجلنا كيف نحافظ عليها؟ " : ... والتطعيم ضد المرض يفيد بنسبة 95% " . وذلك في نهاية صفحة 161 ، وكانت الفقرة تدور حول الالتهاب الكبدي بفيروس C  (HCV  ). والحقيقة ان هذه المعلومة خاطئة ، وغريبة ، لانه بالرغم من اكتشاف هذا الفيروس منذ العام 1988 ، الا ان العلماء لم ينجحوا حتي الآن في اكتشاف طريقة لصنع مصل ( تطعيم ) للوقاية منه.    

وهذا بالطبع من سوء الحظ، ، لان الفيروس المذكور هو احد اكثر الامراض المعدية انتشارا في العالم بتعداد يقدر حاليا بحوالي 170 مليون مصاب أي 3% من عدد سكان العالم قاطبة، مع كونه المتسبب الاول في  التهاب الكبد المزمن وتليف و سرطان الكبد . وتصل نسبة الاصابه بالفيروس في  بعض الدول العربية كمصر مثلا ، إلي حوالي 15- 20 % من العدد الاجمالي للسكان علي اقل تقدير، مما يضعه هناك في خانة الكوارث القومية.

والسبب في صعوبة صنع المصل الواقي هو تنوع البصمة الوراثية للفيروس نتيجة لتغيرها باستمرار، وهو ما يحميه من جهاز المناعة في الجسم ، ليصبح مزمنا . هذا ويمكن للمريض ان يصاب بنفس  الفيروس الذي غير من بصمته الوراثية ، ولن تساعد المناعة الجزئية المكتسبة من الاصابة الاولي في الحماية من الاصابة مرة اخري. ومن المتواتر اكتشاف نوعين او اكثر من الفيروس المختلف البصمة الوراثية عند نفس المريض.

د. أحمد عبد السلام بن طاهر
أستشاري بقسم الأمراض الباطنة والروماتيزم في مستشفى أويرباخ في المانيا، ورئيس منتدب لقسم أمراض الروماتيزم بمستشفى "قريف" في بولندا، سابقا.
شارك في تأليف مرجع الروماتيزم الألماني الصادر سنة 2001 و 2008
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD في طب الروماتيزم
استشاري أول طب الروماتيزم . سنة الحصول على درجة التخصص 1990
متحصل على شهادة البكارليوس في الطب والجراحة عام 1984م.
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 (ليبيا)
الايميل: alregwa@gmail.com  



المراجع :
Blackard, J. T. & Sherman, K.E. (2007): Hepatitis C virus coinfection and superinfection.. J Infect Dis, 195, 519-24.
Chen, S. L. & Morgan, T.R. (2006): The natural history of hepatitis C virus (HCV) infection.. Int J Med Sci, 3, 47-52.
Encke, J., Radunz, W., Eisenbach, C., Geib, J., Gehrke, S., Pfaff, E. & Stremmel, W. (2007): Development of a heterologous, multigenotype vaccine against hepatitis C virus infection.. Eur J Clin Invest, 37, 396-406.
Frank, C., Mohamed, M. K., Strickland, G. T., Lavanchy, D., Arthur, R. R., Magder, L. S., El Khoby, T., Abdel-Wahab, Y., Aly Ohn, E. S., Anwar, W. & Sallam, I. (2000): The role of parenteral antischistosomal therapy in the spread of hepatitis C virus in Egypt.. Lancet, 355, 887-91.
Krekulovل, L., Rehلk, V. & Riley, L.W. (2006): Structure and functions of hepatitis C virus proteins: 15 years after.. Folia Microbiol (Praha), 51, 665-80.

Qureshi, S. A. (2007): Hepatitis C virus--biology, host evasion strategies, and promising new therapies on the horizon.. Med Res Rev, 27, 353-73.

الخميس، 9 أكتوبر 2014

ومن العسل ما قتل!

أبتدات قصة العسل السام منذ النصف الثاني من عقد السبعينات من القرن الماضي ، عندما أظهرت الدراسات حدوث حالات تسمم قاتلة ، نتيجة لاعطاء العسل للاطفال الرضع، لسبب أو لآخر. وقد اتضح ان السبب ، يرجع لوجود سم في العسل ، نتيجة لتلوثه ببكتيريا تسمى " المِطَثِّيَّةُ الوَشِيْقِيَّة " ( Clostridium botulinum) ، وهو نوع من التلوث الغير نادر الحدوث بشكل طبيعي في العسل ، سواء اكان ذك المنتج منه بالطرق التقليدية أو الحديثه.

والملفت للنظر ، انه بالرغم من ان هذه البكتيريا لاتستطيع ان تتكاثر في أمعاء الكبار في السن، إلا أن الظروف الخاصة في أمعاء الرضع، ممن لم يتخطوا عتبة السنة الاولي من العمر بعد ، توفر لها إمكانية التكاثر و افراز سمها الزعاف المسمى" ذيفان الوشيقية " ( botulism toxin ) في الامعاء لينتشر في الجسم بسرعة محدثا تاثيره المهلك. ولهذا السبب لا يتسمم الكبار بالعسل الملوث، بل الرضع فقط. ومن المعروف منذ زمن طويل، ان هذا السم هو أحد أشد السموم المعروفة فتكاً.

انتشار الحالات

حسب دراسة نشرت العام ( 2008 ) فقد تم اكتشاف الاصابة المؤكدة في 26 بلدا في العالم ، تنتشر في قارته الخمس ، وقد تم تسجيل أغلب الحالات في الولايات المتحدة والارجنيتن و استراليا و كندا وايطاليا واليابان على التوالي، وهي من دول العالم التي تتميز بتطور نظم التشخيص والمتابعة الصحية فيها. ونظرا لحقيقة اكتشاف وجود البكتيريا المسببة في كل الدول ، حتي تلك التي لم تبلغ حتى الان عن اكتشاف حالات تسمم ، فقد ساد الانطباع بعدم قدرة الكوادر الطبية في الدول التي لم تكتشف بها حالات حتي الان على تشخيص المرض ، وليس بعدم حدوث الاصابات أصلا.

أول حالة عربية مؤكدة

في الحقيقة ، كان هناك في السابق من يشكك في حدوث هذا النوع من التسمم في الدول العربية. ويبدو أن عدم توقع الاطباء لامكانية حدوث المرض، بالاضافة الي نقص توفر وسائل التشخيص المتطورة ، هو السبب في قلة تشخيص هذا النوع من التسمم في البلدان العربية، وبعض دول العالم الآخري.

غير الحال اخذ في التغير – علي الأقل بالنسبة للعرب - فقد نشر في العام ( 2006 ) أول دراسة طبية ، تؤكد بشكل – مخبري - قاطع حدوث حالة تسمم رضيع بعسل تجاري ملوث بذيفان الوشيقية ( botulism toxin ) - الذي يطلق عليه ايضا اسم " ذيفان السجقية" – وذلك في احدى دول الخليج العربي، ويأمل الخبراء ان يزيد هذا من وضع الاطباء العرب لهذا الاحتمال بين أعينهم ، عند فحصهم لحالات مرضية تتشابه في صورتها السريرية ، مع مايحدث عند الاصابة بتسمم الوشيقية.

أعراض التسمم

في العادة يتم احضار الرضيع للطبيب بسبب ملاحظة اصابته بالامساك ، كثرة النوم . كما قد يلاحظ الوالدين حدوث انخفاض غريب في شدة البكاء وعدم الرغبة في الرضاعة و ظهور أعراض جفاف الجسم، بدون حدوث ارتفاع في درجة الحرارة. وبعد مرور وقت قصير ، على الأعراض السابقة ، تظهر على المريض أعراض التسمم المتاخرة، على هيئة ارتخاء عضلات الجسم و صعوبة التنفس بشكل مضطرد. وينتهي من لم تكتب لهم النجاة بالموت اختناقاً خلال وقت قصير ، وهم في حالة شلل عضلي.

مواضيع شبيهة:
1. بكتيريا المطثية الوشيقية قادرة على التسبب بتسمم الحليب الصناعي ...

د. أحمد عبد السلام بن طاهر
.Dr.med. Ahmed A. Ben Taher
استشاري أول طب الروماتيزم. سنة التخصص 1990.
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD  في طب الروماتيزم
شارك في تاليف مرجع الروماتيزم ألالماني الصادر سنة 2001 و 2008
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 (ليبيا) 

 ___________________________________________________ 
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher 
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر    



مصادر المقال  للاطباء:

[1]. van der Vorst MMJ, Jamal W, Rotimi VO & Moosa A. Infant botulism due to consumption of contaminated commercially prepared honey. First report from the Arabian Gulf States.. Med Princ Pract (2006) 15: pp. 456-458.
.[2] McMaster P, Piper S, Schell D, Gillis J & Chong A. A taste of honey.. J Paediatr Child Health (2000) 36: pp. 596-597.
[3]Cox N & Hinkle R. Infant botulism.. Am Fam Physician (2002) 65: pp. 1388-1392.
[4] Koepke R, Sobel J & Arnon SS. Global occurrence of infant botulism, 1976-2006. Pediatrics (2008) 122: p. e73-82.
[5] Brook I. Infant botulism.. J Perinatol (2007) 27: pp. 175-180.
[6] Koepke R, Sobel J & Arnon SS. Global occurrence of infant botulism, 1976-2006. Pediatrics (2008) 122: p. e73-82.
[7] Tanzi MG & Gabay MP. Association between honey consumption and infant botulism.. Pharmacotherapy (2002) 22: pp. 1479-1483.
 [8]      تاريخ الطب. من فن المداواه الي علم التشخيص . جان شارل سورنيا. ترجمة ابراهيم البجلاتي. سلسلة عالم المعرفة 2002

العزل الحراري للجسم عند السمان

          من سخريه الامور أن الطاقة التي يحتاجها السمين للعيش قد تقل بمقدار 30 ـ 40 % عن تلك التي يحتاجها شخصا مثالي الوزن من نفس العمر . ولا يرجع هذا لكون الخلايا الدهنية التي تكون جزء كبير من جسم السمين تحتاج لمقدار أقل من الطاقة للعيش عن تلك التي تحتاجها الخلايا العضلية - التي تكون الجزء الأكبر من جسم ذوي الوزن المثالي - ولا لعمليه تقنين صرف الطاقة فقط ، بل انه اتضح مؤخرا ايضا، ان أجسام المصابين بالسمنة لاتفقد الا القليل من الطاقة عن طريق اشعاع الحرارة عبر الجلد الى خارج الجسم مقارنه بغيرهم . وسبب هذا ، هو تواجد طبقة سميكة من الشحم تعمل كعازل جيد بين حرارة داخل الجسم والخارج . وهذا يعني أنه حتي في حالة عدم الحركة، فان للمثالي الوزن فرصة اكبر لفقد الطاقة بشكل مريح مقارنة بتلك التي تتوفر للسمين.

        ورغم أن عدد الخلايا الدهنية ثابت تقريبا وكل الذي يحدث هو امتلائها بالشحم لكي تصبح مثل البالون أو تفريغها،  الا أن الدراسات بينت أنه عندما يزيد وزن الجسم على الوزن المثالي بما يقارب 30 كيلوغرام، لا يعود بامكان الجسم تخزين كميات اضافيه من الشحم الا بزيادة أعداد الخلايا الشحمية التي به . غير أن عدم قدره الجسم على التخلص من هذه الخلايا الجديدة بعد تخفيض الوزن يزيد الامور تعقيدا.

 ___________________________________________________ 
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher 
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر  

غذاء الذاكرة

          يتركب الدماغ من خلايا عصبية نسميها " عصبونات " (neurons)، يشكل نشاطها وتشابكها أساس التفكير والذاكرة، كما تسبغ على السلوك بعض ملامحه المميزة. و يعتمد هذا العضو في تأدية وظائفه ، على ما يصله مع الدم من غذاء ومن غاز الأكسجين. والقدرة على التذكر هي إحدى وظائف الدماغ الأساسية، التي تلعب دورا مهما في إنجازه لوظائفه الفكرية الراقية. وتتجسد أهمية الذاكرة في تسهيل الربط بين خبراتنا الراهنة و معارفنا السابقة، مما يسمح بالوصول إلى استنتاجات معرفية جديدة. ولهذا فمن الطبيعي أن تتجسد مشاكل الذاكرة فيما يعرف بضعف القدرة على التعلم وإنتاج الأفكار الجديدة والمبدعة، وتدني النتائج المتحصل عليها في الاختبارات المدرسية.

         وفي العقود الأخيرة، يري الكثير من الخبراء أن الدماغ هو أكثر أعضاء الجسم تاثرا بسوء التغذية، ويشدد فريق من منهم، على أن تحتل أساليب التغذية الصحيحة، مكانا جوهريا في المحاولات الهادفة للحفاظ على قوة الذاكرة وتحسينها.

الدماغ عضو متطلب

        ترجع حساسية الدماغ المفرطة لسوء التغذية لفرط حاجته للمواد المغذية و الاكسجين . فرغم أن وزن الدماغ لا يتجاوز 2% من وزن الجسم ، نجده يحتاج يوميا الى حوالي 20% من حاجة الجسم الاجمالية اليومية من الطاقة ، و 15 % من الدم الذي يضخه القلب كل مرة، و 25% من الأوكسجين الذي نتنفسه.

        ويستخدم الدماغ سكر الجلوكوز ( سكر العنب ) كمصدر للطاقة اللازمة لعمل الدماغ واستمراره في العيش، ولهذا يطلق البعض على هذا السكر اسم " بنزين الدماغ ". وبينما تستطيع أعضاء الجسم الأخرى استخلاص الطاقة عن طريق حرق السكر أو الدهون ، نجد خلايا الدماغ عاجزة عن استخلاص الطاقة من الدهون. ولكون سكر الجلوكوز غذاء خلايا الدماغ الأساسي ، لذا يعتبر الحفاظ على مستوى مناسب وثابت من هذا السكر في الدم، أمرا حيويا، لمن يريد أن يجنب نفسه التعرض لاضطرابات آنية في قدرته على التذكر.

        ويتحصل الانسان على الجلوكوز من السكريات و من المواد النشوية . والاطعمة التي تفي بهذا الغرض : الخبز ، حبوب الصباح " الكورن فلكس " ، المعجنات والبطاطس والفواكه والعسل. وفي الغالب يتكون غالب افطار مختلف الشعوب من هذه الماكولات . ومن اللازم تزويد الجسم بقدر كافي من سكر الجلوكوز عدة مرات في اليوم ، خاصة قبل ممارسة الأعمال التي تستدعي استخدام القدرات العقلية بتركيز شديد، أو الانخراط في اعمال مجهدة جسديا. وقد أبرزت الكثير من الدراسات انخفاض مستوى الانتباه والتركيز والتذكر عند اطفال المدارس الذين لا يتناولون طعام الافطار مقارنة بمن يحرصون على تناوله .


توابل التفكير

       وقد لاحظ الباحثون، أهمية الفيتامينات لصحة و وظائف الدماغ ، واعتقدوا في البداية أن السبب في ذلك هو ضرورة توفر الفيتامينات لاتمام عملية استخلاص الطاقة. غير أن الأبحاث الحديثة أظهرت جانبين آخرين كانا مجهولين، من أوجه تأثير الفيتامينات على أداء الدماغ: أولهما نتاج علاقتها بالنواقل العصبية  ( neurotransmitters ) ، أما الأخر فيرجع لتاثيراتها المضادة للأكسدة (Antioxidant) .

        و يحلو للبعض أن يطلق علي الفيتامينات تعبير " توابل التفكير "، للتدليل على أهميتها لنشاط الدماغ وإبراز قدراته المعرفية الراقية ، التي تعتمد بشكل كبير على الذاكرة. ويمكننا ابراز دور هذه العلاقة بذكر أهمية فيتاميني " ب 12 " و " الحمض الفولي " لإنتاج مادة الكولين (Choline) في الجسم. ويحتاج الجسم لهذه المادة لصنع " الاستيل كولين " ، وهو ناقل عصبي يلعب دورا مهما في عملية التعلم والتذكر. ويؤدي عدم توفر الناقل المذكور إلى انحدار القدرة على التذكر، وصعوبة التركيز والشعور بالنعاس.

       وقد ذكرت دراسات متعددة ، أن هناك علاقة قوية بين وجود مستويات عالية من فيتامين الحمض الفولي والتمتع بقدرات عقلية جيد عند من بلغوا أو تجاوزوا العقد السادس من العمر ، هذا بشرط توفر مستويات طبيعية من فيتامين ب 12 في دمائهم. كما لاحظت الدراسة علاقة انخفاض مستويات فيتامين " ب12 " بتدهور القدرات العقلية المعرفية. كما اوضحت دراسات أخرى مظاهر ضعف واضح في القدرة علي التذكر عند الاصحاء ممن تجاوزوا 75سنة من العمر ممن لديهم قابلية وراثية للاصابة بداء الزهايمر ( من امراض الخرف )، اذا ما عانوا من انخفاض مستويات فيتامين ب12 في دمائهم.

        أما الفيتامينات الاخري المهمة للدماغ والذاكرة، فتشمل فيتامينات " ب1" ( الثيامين ) و " ب3 " ( حمض النياسين) و "الحمض البانتوثيني "، وهي كلها من أفراد طائفة فيتامينات ب المركبة ( B-complex ). وتعد مصادر الغذاء الحيوانية ( اللحوم والبيض والأسماك والكبد ) من بين أهم مصادر فيتامينات ب المركبة ، لكونها قادرة على تزويد الجسم بكل أفراد هذه المجموعة الفيتامينية. أما الحبوب ومنتجاتها فلا تزود الجسم إلا ببعض أفراد فيتامينات ب المركبة فقط .

مضادات ا لتاكسد

         مثلما يستخدم محرك السيارة الوقود لينتج الطاقة التي يحتاجها ، ويطلق الي الهواء بعض الغازات الغير مرغوب فيها ، كذلك هو الحال مع الخلايا الحية . والشيء الذي يلعب دور الغازات الغير مرغوب فيها في حالة الخلايا ، هو ما يطلق عليه الخبراء اسم " الجذور الحرة (free radicals) " . ويتحكم الجسم في مستويات هذه الجذور بواسطة بعض الآليات الخاصة، لكي لا تؤذي الجسم. وعندما تفشل هذه الآليات في مهمتها لسبب أو لأخر، ترتفع مستويات الجذور الحرة ، وهو الامر الذي قد يتسبب - حسب ما تقول به مجموعة كبيرة من الدراسات- في نشوء طائفة من الأمراض، من بينها بعض أمراض واضطرابات الجهاز العصبي التي تترافق مع حدوث ضعف في الذاكرة.

       وقد أتضح من الدراسات، أن لبعض المواد القدرة علي اقتناص الجذور الحرة وتقليل مستوياتها في الجسم، و لهذا يطلق علي هذه المواد اسم مضادا ت التأكسد أو قانصات الجذور . ويري فريق من العلماء أن تناول هذه المواد يفيد الذاكرة. وتشمل مضادات التاكسد فيتاميني " ج "( C ) و "إي "( E )، هذا بالإضافة إلي طائفة الكاروتينات ( Carotene )التي ينتج عنها فيتامين " أ " في الجسم. ويمكن تزويد الجسم بفيتامين " ج " و الكاروتينات بتناول الخضروات والفواكه، أما فيتامين "إي " فيمكن الحصول عليه بتناول الزيوت النباتية و الكبد.
العناصر المعدنية

       ولبعض العناصر المعدنية المغذية هي الاخري خواص مضادة للتأكسد ، وهو الأمر الذي يكشف عن أهميتها للدماغ والذاكرة. واهم هذه العناصر هي الزنك والكروم و السيلينيوم (Selenium) . و تعتبر اللحوم و الكائنات البحرية المختلفة، والحبوب الكاملة أهم مصادر السيلينيوم في الطعام. أما أفضل مصادر الزنك والكروم فهي اللحم والبيض والكبد والكائنات البحرية، الجبن، الحبوب الكاملة والخميرة.

        ورغم أن عنصر الحديد ليس من مضادات التاكسد ، إلا أن هذا لا ينفي أهميته لعملية التذكر. ويعرف الأطباء منذ زمن بعيد أن الشكوى من ضعف الذاكرة قد يكون أحد اعراض المعاناة من حالة فقر الدم (Anemia). وتعتبر اللحوم الحمراء، الكبد، الحبوب الكاملة، و الخضراوات أهم مصادر الحديد. ويفيد تناول الخضر و الفواكه مع اللحوم في نفس الوجبة ، في زيادة امتصاص الحديد في الأمعاء.

الأحماض الامينية

           غالبا ما يتحدث الخبراء عن حاجتنا اليومية الي تناول اللحوم و الاسماك ، أو ما يطلق عليها عادة اسم " مصادر الغذاء البروتينية " . وفي الواقع فان اجسامنا لا تحتاج الي المواد البروتينية بذاتها ، بل تحتاج الى الاحماض الامينية (amino acids)  التي تتركب منها البروتينات. ومن المعروف أنه لا يوجد أي نشاط يتم فى الجسم الحى لا تستخدم فيه هذه الأحماض بشكل أو بأخر. و للحمض الاميني المسمي تربتوفان (tryptophan ) اهمية لموضوعنا، لانه يستخدم في صنع ناقل عصبي يسمى السيروتونين (Serotonin) له اهمية لنشاطات الدماغ الخاصة بالسلوك والتعلم . ويمكن تزويد الجسم بما يحتاجه من التريبتوفان عن طريق تناول الحليب واللبن الزبادي والحبوب الكاملة والأسماك والدجاج واللوز والموز والسبانخ.

الدهون

        رغم السمعة السيئة التي تلصق في الوقت الحالي بالدهون ، الا ان الدهون ليست كلها ضارة. و تعتبر دهون الليستين ( Lecithin ) المنتشرة في مصادر الغذاء النباتية والحيوانية مهمة للدماغ و للذاكرة، ويرجع البعض أهميتها لاحتوائها علي على أحماض دهنية عديدة اللا تشبع، وعلي مادة الكولين التي أوليناها بعض الاهتمام في سطور سابقة. وقد أتضح من بعض الدراسات، أن لتناول الليستين تأثيرا محسنا للذاكرة. وتحتوي حبوب فول الصويا واللحوم وصفار البيض على كميات جيدة من الليستين. 

        وبالطبع يجب ان لا ننسي هنا فائدة الدهون التي تحتويها الاسماك والكائنات البحرية الاخري ، وذلك لما اثبتته مختلف الابحاث من اهيمتها للحفاظ علي ذاكرة قوية. ولمن لا يحب تناول الاسماك والكائنات البحرية يمكن تناول هذه الدهون على هيئة اقراص تباع في الصيدليات. وافضل انواع هذه الاقراص هي تلك التي تحتوي على دهون " أوميغا - 3 " لوحدها ، ولا يستحسن تناول اقراص زيت كبد الحوت كبديل عنها.

المركبات الكيميائية النباتية

       تحتوي النباتات بالاضافة الي الفيتامينات والسكريات والدهون ، على مركبات اخري ثبت في السنوات الأخيرة، أهميتها لصحة الإنسان. ويطلق الخبراء على هذه الطائفة من المركبات اسم المركبات الكيميائية النباتية ( Phytochemicals) . ويسود الوسط العلمي اعتقاد قوي، بان الأهمية الكبرى لهذه المركبات ترجع في معظمها إلى خواصها المضادة للأكسدة، وهو الأمر الذي يقي من أمراض واضطرابات الدماغ والذاكرة. و ينصح خبراء التغذية اليوم بزيادة عدد الخضر والفواكه ذات الألوان المختلفة في كل وجبة طعام، تماشياً مع الاعتقاد العلمي السائد الآن، وهو انه كلما زاد عد د الألوان الطبيعية في الطعام، كلما ارتفع عدد المركبات الكيميائية النباتية به.

المنبهات

      لايمكن ان يمر الحديث عن الغذاء ، بدون الالتفات الى المنبهات. و يقف الكافيين على راس قائمة المنبهات الأكثر استخداما في العالم، ويتم تناوله غالبا على هيئة شاي أو قهوة. كما يتحصل العديد من الأطفال على جرعات إضافية منه عن طريق تناول الحلويات الجاهزة المحتوية على الشيكولاته والمشروبات المحتوية على الكوكا. و تفيد الدراسات بان للكافيين القدرة على رفع مستوى بعض القدرات الدماغية من بينها التذكر، كما يحسن الانتباه . غير أن الإفراط في تناول الكافيين أو مصادره يمكن أن يؤدي إلى التوتر العصبي، وسرعة ضربات القلب وضيق التنفس.

وتمتص الامعاء الكافيين الموجود في القهوة بشكل اسرع من شبيهه الموجود في الشاي. وهذا هو السبب في سرعة الشعور بالانتعاش بعد شرب القهوة مقارنة بالشاي . وقد زاد الاهتمام في الفترة الأخيرة بالشاي الأخضر لاحتوائه على الكافيين مواد أخري ذات فائدة للدماغ والذاكرة وللوقاية من بعض الأمراض. ومن بين هذه المواد مادة ابيجالو كاتيكين ( Epigallocatechin )، التي اتضح أن لها تأثيرا مقاوماً للتأكسد يفوق باضعاف عديدة تأثير فيتامين "ج" كما يفوق مفعول فيتامين " أي " بعدة مرات.

 ___________________________________________________ 
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher 
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر    
                                                                                    

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

مغبونات ... لكن بحاجة للتصحيح!

          جاء في مقال " د. عبد الرحمن النمر" في المنشور في مجلة العربي في عدد مايو ( 594 ) لسنة 2008 تحت عنوان " مغبونات بعقول لامعة " مجموعة من الأخطاء التي تحتاج لبعض التصحيح والتوضيح. ففي فقرة " عالمات مغبونات" ( ص 176) كتب المؤلف : " وفي عام 1934 ، تكلمت الكيميائية الالمانية " ادا نوداك " عن امكانية " شطر " الذرات الى وحدات أصغر. وهي الفكرة التي تضمنتها نظرية الانشطار النووي " التي وضعها الكيميائي الالماني " اوتو هان " ، ... ، و الغريب كذلك ان " هان " منح جائزة نوبل ، ... ، عن نظريته حول الانشطار النووي ، دون أن يرد ذكر لـ " المظلومة نوداك.

        والحقيقة ان العالم الالماني " اوتو هان " منح جائزة نوبل لسنة 1944 ، ليس عن نظرية الانشطار النووي ، بل " لاكتشافه عملية انشطار الذرات الثقيلة " كما جاء في حيثيات الجائزة. و هذا لأنه اول من اكتشف في المختبر سنة 1938 ، أن قذف اليورانيوم بالنيوترونات يؤدي الي ظهور عنصر الباريوم ، وهو اقل في الوزن الذري من اليورانيوم ( مما يعني ان الذرة انشطرت ) . اوتو هان قام بالاكتشاف لكنه لم يفطن الي دلالة هذا علي حدوث " انشطار نووي " . وهنا جاء دور مساعدته السابقة النمساوية " ليز مايتنر " لكي تعطي التفسير الصحيح.

        أما الكيميائية ايدا نوداك (Ida Noddack ) وليس " ادا " - كما جاء في المقال - فلم تلعب أي دور في هذا كله ، وعلاقتها الوحيدة بالموضوع بعيدة . وخلاصة الأمر أن العالم انريكو فيرمي نشر سنة 1934 مقالا ، توقع فيه ان يؤدي قذف اليورانيوم بالبروتونات الى ظهور عناصر أكبر في الوزن الذري من اليورانيوم ( وهي التجربة التي قام بها " هان " فيما بعد ). وفي نفس السنة نشرت " ايدا نوداك " مقالا قدمت فيه افتراضا اضافيا حول تجربة " فيرمي " ، وهو أن هناك احتمالا بان لاينتج عن القذف عناصر أكبر في الوزن الذري من اليورانيوم ، ولكن أن تتحلل ذرة اليورانيوم الى نظائر للعناصر المعروفة. وكما يتبين فان " ايدا " لم تضع نظرية في الانشطار النووي ، و لا هي قامت بتجربة تثبت حدوث الانشطار النووي. ويبدو انها هي نفسها لم تكن تقتنع بجدوي افتراضها الاخير ، لانها لم تتابع الموضوع بعد ذلك لا بشكل نظري ولا عملي.

         كما أتي المقال علي ذكر : " ... وقد منح الامريكي " جيمس واتسون" جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1962 ، لاكتشافه التركيب الكيميائي للحامض النووي، ... ، وله شكل مميز اطلق عليه " واتسون" اسم الحلزون المزدوج. و الحقيقة أن عالمة البلوريات " روزاليند فرانكلين - والتي عملت كمساعدة لـ " جيمس واتسون" ، ... ، هي أول من ادخل تعبير " الحلزون المزدوج ، ... ،".  وتقود الفقرة السابقة الي الاعتقاد بان " واتسون اكتشف الحمض النووي – وحصل علي الجائزة - وحده ، والصحيح انه قام بهذا الاكتشاف - وحاز الجائزة - مع رفيقه العالم " فرنسيس كريك ". هذا بالاضافة الي أن " روزاليند " لم تعمل مساعدة لواتسون و لا كريك – كما جاء في المقال - في أي يوم من ايام حياتها ، حيث كانت تعمل في الكلية الملكية في لندن ، بينما عمل واتسون وكريك في كامبريدج.

        أما بالنسبة لتركيب الحمض النووي على هيئة " حلزون مزدوج" فقد ابتدعه " كريك " و " واتسون " ، ولم تأتي به " روزاليند" . صحيح أنها ومساعدها قد لاحظا أن الفحص بالاشعة السينية للحمض النووي الجاف يعطي ظلا "حلزونيا " والحمض المبلل ظلا مستقيما. الا انهما لم يقتنعا بان يكون للحمض النووي شكل الحلزون وتوقعا أن الشكل المستقيم هو الأقرب الي الواقع . ولكن عندما افترض واتسون وكريك في عمل من أعمال الفكر الخالصة ، أن تركيب الحمض النووي يجب أن يكون على هيئة " حلزون مزدوج " – وليس حلزونا فحسب - أصبح الباب مشرعا لاكتشاف تركيب الحمض النووي، وأصبح بمقدورهما ، في ليلة من ليالي سنة 1953 ، أن يصيحا مغتبطين :" لقد اكتشفنا سر الحياة".

___________________________________________________ 
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher 
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر