بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 يوليو 2021

عن الخيول الدرناوية ومشاركتها في سلالة خيول "الليموزين" الملكية الفرنسية

 عن رسائل الجراح الفرنسي كلود تورتيشيو الملقب بـ جرانجيه

" ... ان الهدف الرئيسي و المعلن لرحلة جرانجيه الى ليبيا وغيرها من الاقطار الاخرى كان تجميع عينات لحديقة الملك و للاكاديمية الملكية للعلوم وللاكاديمية الملكية للنقوش و الفنون الجميلة ،...،
وكان هدف جرانجيه و مرافقيه من زيارة المواقع الاثرية الليبية استكمال المعلومات التي وردت عن تلك المواقع من قبل القنصل الفرنسي في طرابلس كلود لومير (Le Maire) الذي يعد اول من زار بعض تلك المواقع و كتب تقريراً مختصراً عنها ، و يبدو ان جرانجيه قد اعتمد على ما كتبه لومير وعده دليلاً لزيارة المواقع الاثرية في ليبيا ، ... ، كما استهدفت بعثة جرانجيه جلب خيول اصيلة من ليبيا لتحسين سلالة الخيول الفرنسية ، و لاسيما بعد ان ضاعت سلالة خيول الليموزين الفرنسية التي سبق ان طعمت بالخيول الليبية التي اشتراها لومير من "درنه" في بداية القرن الثامن عشر (1705-1706) ، وقد كلف كونت موريباس بعثة بينيون وجرانجيه بشراء خيول ليبية للاصطبلات الملكية ، ... ، و في الثاني من شهر اغسطس كانا في طرابلس التي لم يمكثا بها طويلاً حيث قابلا احمد باشا القرمانلّي (1711-1745) وطلبا منه الاذن في القيام برحلة في ليبيا لشراء بعض الخيول و زيارة المدينة المتحجرة مع توصياته لضمان سلامتهم في الاماكن التي سيزورونها لان رحلتهما كانت بتكليف من ملك فرنسا لويس الخامس عشر (1715-1774) ، مستفدين من بنود معاهدة عام 1729 ، و قد غادرا طرابلس متجهين بحراً الى بنغازي التي وصلاها في الساعة الثالثة ظهراً في يوم 17 اغسطس ، وهناك قابلا حاكم المدينة اي البي لمناقشته في المهمة الموكل لهما و تقديم رسائل التوصية من باشا طرابلس ، وقد نصحهما بالتوجه الى درنه للحصول على الخيول التي يطلبونها ، وبسبب سوء الاحوال الجوية لم تستطع السفينة التي حملتهما من الرسو في مرفأ درنه ـ بعد ستة ايام من الابحار من بنغازي ـ و لكنها رست في رأس التين في 2/9/1733 ، وتوجه جرانجيه من هناك بمفرده ـ بعد ان تزي باللباس الليبي ـ الى درنه التي وصلها في العاشرة صباحاً في اليوم الرابع من شهر سبتمبر ومكث بها عدة ايام واصفاً بعض الاحداث التي شاهدها التي اهمها الحرب التي كانت بين حاكم درنه محمد بن احمد القرمانلّي و احدى القبائل القاطنة قربها ، كما وصف المدينة و ذلك في الرسالة الطويلة التي ارسلها من درنه بتاريخ 8/10/1733 ، وقد انطلق جرانجيه من درنه برفقة احد اللصوص ليرشده الى مدينتي ابوللونيا (سوسة حالياً) و قوريني او كيريني (شحات حالياً ) ،و ذلك في فجر اليوم العاشر من سبتمبر منطلقاً لزيارة آثارهما سالكاً الطريق المحادي للبحر حيث اشار الى ميناء جيد ربما يكون لاثرون ثم اجتاز رأس بون اندري (Bon André) ربما رأس الهلال وفي اليوم التالي وصل الى سوسة و لم يمكث بها طويلاً حيث انطلق منها عصراً ليصل في اليوم التالي الى قوريني التي تجول بها ثم عاد سريعاً الى درنه في الثالث عشر من الشهر ذاته بعد ان سجل بعض الملاحظات عن آثار المدينتين واصفاً بعض معالمهما و ذلك في الرسالة التي ارسلها من درنه في 20/10/1733، و بعد ان رجع صديقه بينيون من الاسكندرية الى درنه رأى الاخير صعوبة بقائهما فيها بسبب كثرة انشقاق سكانها على حاكمها ابن احمد باشا القرمانلّي ، ومن ثم فقد توجها في السابع من نوفمبر الى بنغازي بحراً على متن سفينة متوجهة الى ميناء كاندي بكريت بعد ان تمر ببنغازي التي وصلتها في الساعة العاشرة من اليوم العاشر من الشهر ذاته وقد قررا ان يتوجها منها الى زيارة المدينة المتحجرة او المسخوطة (قرزة) ولكن في غياب حاكم بنغازي الذي كان في طرابلس لم يجعلهما يصرحا بذلك القرار موضوع رحلتهم الى تلك المدينة ، ويبدو انهما مكثا في معية نائب القنصل الفرنسي في بنغازي بوتيون (Pouttion) قبل ان يغادرا بنغازي متوجهان الى طرابلس التي وصلاها في غرة شهر ديسمبر لمقابلة الباشا حيث قرر بينيون ان يشكوه المعاملة السيئة التي عاملهما بها ابنه حاكم درنه محمد بي ، وللحصول على الاذن والدعم لزيارة المدينة المتحجرة (قرزة) ، ومن هناك ارسل بينيون مجموعة من الخيول التي اشتروها الى ملك فرنسا اضافة الى خيول و اشياء اخرى هدية من الباشا ، كما ارسل جرانجيه على متن السفينة ذاتها صندوق صغير به عينات من بصل من نوعية مميزة لحديقة ملك فرنسا ، كما ارسل صندوقين آخرين بهما مجموعة من بذور بعض النباتات التي جمعها من درنه وشحات وبنغازي ، من بينها جذور نبات من فصيلة نبات الفوة (Garance) يستخدمه سكان درنه في صبغ الصوف بلون احمر رائع على حد قوله ، كما انه شرح الطريقة التي يستخدمها الدراونة في صبغ الصوف بذلك النبات ، وقد سجل ملاحظاته السابقة منذ مغادرتهما درنه متجهين الى طرابلس في الرسالة القصيرة التي ارسلها من طرابلس بتاريخ 15/12/1733 ... "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق